لا يوجد طفل يرغب بالذهاب للسرير وحده ، بل على العكس سيسعى جاهدا أن يهرب من هذا العمل.. فهم و على عكس الكبار الذين يجدون في الذهاب للسرير راحة من تعب النهار و نعمة لا توصف يجده الطفل أمرا يقطع عليه لعبه و سعادته و مرحه ، فهو نشيط مفعم بالحيوية و الإبتهاج و لديه من الفضول الكثير الذي يحرك حب الإستطلاع عنده و لا يريد أي يضيع أي وقت من هذه البهجة التي يعيشها و كان السرير مصدر للملل . لذا نجد أن الكثير من الأهالي يعانون مع أولادهم عندما يتعلق الأمر بالذهاب للسرير. فالأهل يرون بذهاب الطفل للسرير راحة له و فائدة و ضرورة لنموه و هو لا يشاركهم ذلك الرأي..
هناك ضوابط من شأنها أن تقلل هذه المعاناة اليومية و منها :
1- إياك أن تستعمل الذهاب للسرير كعقاب أو تهديد (إن تفعل كذا تذهب للسرير) لأنه يربط بين السرير و الحرمان من المتعة و السرور.
2- إجعلي من وقت السرير متعه كأن يستمتع باللعب بالحمام قبل النوم . او قراءة قصه له قبل النوم.
3- أعطي الولد الوقت الكافي للمتعة قبل النوم دون إستعجاله. وأثيري لديه الفضول مثلا حول القصة التي سترويها له عندما يذهب للسرير. و لا تبالغي في القراءة و إتبعي روتين معين لنشاطات الطفل التي تسبق النوم فمثلا لا تقرأي أكثر من قصة واحدة له حتى لو أصر.
4-ضعي له لعبه يحبها لتنام معه .. و إقرائي معه القرآن .
5- قدري حاجة الولد للنوم فكل عمر له إحتياج معين فمثلا إبن الثلاث سنوات يحتاج لعشر ساعات من النوم.
6- ان تكون غرفته مرتبة و محببه لنفسه بحيث تحتوي على ألعابه التي يحبها ولا بأس من أن يشاركوه الإستماع للقصةو حتى المساهمة في قرائتها.
7- قدري حاجاته الخاصة فمثلا بعض الطفال يحب وجود بعض الضوء في الغرفة فلا بأس من ترك ضوء صغير لهم . و أيضا قد لا يرغبون بإقفال باب الغرفة فلا بأس من تركه مفتوحا..
8- خصصي وقت معين للنوم . و لا تقولي له ابدا لأنك كنت جيدا اليوم فأتركك تسهر بعض الشيء لأنه سيشعر أن وقت النوم نوع من العقاب.
9- أعطي الطفل إنذار مبكر بإقتراب موعد النوم ليستعد نفسيا
قد يغادر الطفل السرير و يرفض البقاء فيه وربما يريد متابعة اللعب.. هنا عليك إعادته للسرير دون التحدث معه أو مجادلته فقط أخذه للسرير مرة أخرى و وضعه في السرير دون نقاش على الإطلاق و ربما في باديء الأمر قد تحتاجين لفعل ذلك ما يزيد عن العشر مرات و لكن لا تفقدي عزيمتك و أظهري للطفل إصرارك على موعد النوم و يوم بعد يوم سيعتاد على الفكرة.
إن شعرت الأم أن إبنها خائف لأي سبب ما فلا بأس من الجلوس قربه و طمأنته بانها معه في المنزل و لن تتركه.
و قد يتبع الطفل إسلوبا آخر كمنادات إمه من السرير هنا عليه الرد عليه دون الذهاب إلى غرفته و تسأله ماذا يريد منها فلو أراد الماء ممكن أن تحضره له و إن كررها فلتخبره انها متعبة و انه وقت راحتها. و في اليوم التالي من الممكن ان تسأله قبل النوم إن كان بحاجة لأي شي فإن ناداها بعد ذلك ممكن ان ترد عليه بأنها سألته قبل النوم و أنك لا تظنين أنه عطش في هذه المدة القصيرة.
أتمنى أن يكون هذا الموضوع مفيدا للجميع.