منيرة موصلي.. الثقافة الشاملة
منيرة موصلي
في أواخر الستينات كانت الشابة (منيرة أحمد موصلي) تتلقى علومها الفنية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة, عادت اثناء احدى الاجازات لتشارك زميلة دربها صفية بن زقر لاقامة معرض مشترك, كان الخطوة الاولى للشابتين في احدى الصالات المدرسية بمدينة جدة التي استقبلت قبلها عدة فنانين لعل ابرزهم عبد الحليم رضوى الذي كان عائدا للتو من ايطاليا 1964.
عرف عن منيرة موصلي طموحها ومثابراتها وثقافتها الشاملة, ودقتها الشديدة, هو ما انعكس في حرصها على تفاصيل وجزئيات بعض اعمالها الفنية اللاحقة عندما وظفت خامات متنوعة للوحاتها الجديدة في الساحة التشكيلية المحلية.
التحقت بارامكو السعودية أواخر السبعينات ومع استقرارها كان دورها الريادي في قيام مرسم فنانات الدمام واشرافها على دراساته من الشابات اللاتي تطلعن الى دراسة الفن والتعرف على اسراره عن طريق هذه الرسامة المثقفة والمطلعة تاريخ الفن, فكانت الفائدة وكان التشجيع والدعم الذي ما لبث ان ترك اثره على طالباتها الشابات بانطلاقهن في عروض مشتركة وجماعية في المنطقة الشرقية, في منتصف الثمانينات كانت منيرة موصلي قد انضمت لجماعة اصدقاء الفن التشكيلي الخليجي, ومعها كان تحركها الى العديد من بلدان العالم التي كانت زارت بعضها.
ومع الاصدقاء كانت اعمالها الاحدث التي استهلمت المعطيات الانسانية, وعلى نحو من التواصل لم تكتف منيرة بتحركاتها المحدودة ـ جماعيا ـ لأن هناك ما يبدو ما هوأهم فأقامت مشاريعها الفنية في جدة والخبر والبحرين, والرياض وبيروت وغيرها وعبرت جدارياتها ومنسوجاتها واعمالها ذات الخامات المتنوعة عن علاقة بالارض والمكان والانسان كرمتها عدة جهات داخل المملكة وخارجها, ولم تزل مبدعة بعطائها الذي وضعهتا ضمن الاسماء القليلة في ريادة الفن التشكيلي السعودي.
************