نبيل بدران.. صاحب المسرح النبيل
نبيل بدران
آثر نبيل بدران على نفسه أن يكون كاتبا مسرحيا مختلفا ، لا ينساق وراء المقولة التي تدعو للانصياع لمطالب الجمهور،وتكون النتيجة التأثير بالسلب على الفن فيصبح هابطا ..ابتعد عن هذا الاتجاه فكان له خطه المستقل القائم على الإبداع المرتبط بالمجتمع .. لم يقدم نبيل بدران أي تنازلات عن افكاره واخلاقياته، رغم الاغراءات المالية التي عرضت عليه من مسارح القطاع الخاص ، واكتفى بتقديم مسرحياته على مسارح الدولة قانعاً بالعائد المادي القليل ليزداد كرامة وعزة.
نبيل بدران.. قصة كفاح لابن محافظة الشرقية بدلتا مصر.. لم يحلم بأن يكون في مستقبله طبيبا أو مهندسا أو غير ذلك من الوظائف المرموقة التي تداعب أحلام الصغار..كان المسرح شاغله الذي يفكر فيه ليل نهار .. قدم من قريته الى القاهرة بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية ، وكان امله ان يحقق شيئاً في عالم الكتابة للمسرح التي وهبها حياته حتى حصل على جائزة الدولة التشجيعية.
كان موهوباً و متفوقاً في دراسته ، وكان مشروع تخرجه مسرحية "السود" التي أخرجها للمسرح ونشرت في كتاب - عن التفرقة العنصرية - بشر بظهور نجم دارس ومثقف ومتمكن في عالم الكتابة والنقد المسرحي .
مسرحيات نبيل بدران تحمل نقداً ساخراً للحياة الاجتماعية والسياسية، إذ ترتبط الكتابة عنده بالمجتمع ، فإذا كانت منفصلة عن المجتمع لم يكن لها تأثير.. حين عرضت مسرحيته "البعض يأكلونها والعة" احدثت انقلاباً في عالم المسرح ،لأنها اقتربت من الناس وهمومهم .. ولقيت مسرحياته نجاحاً كبيراً ، ومنها "انتبهوا ايها السادة" و "جحا باع حماره" و "بولوتيكا" و "نحن لا نحب الكوسة".
سافر بدران الى الكويت وقدم هناك مسرحية "باي باي عرب" التي لقيت نجاحاً كبيراً،لكنه لم يستطع تحمل الغربة فعاد الى مصر ليقضي بقية عمره بها ويدفن في ترابها.. رحم الله نبيل بدران الذي بحث عن الجودة وابتعد عن الأعمال قليلة القيمة.